]size=18]الإتيكيت فن.. والمرأة فنانة بطبعها..
المرأة ـ بشكل عام ـ هي سيدة الإتيكيت في هذا العالم..
وهي التي تنشر الذوق الراقي في المجتمع، وتنشىء الأجيال عليه..
المرأة ـ بطبعها ـ فنانة وذوّاقة ولديها احساس قوي نفّاذ يرصد بدقة آداب المعاملة وأصول الاتيكيت..
المرأة بشكل عام.. وليس كل امرأة بطبيعة الحال..لهذا سعدنا بصدور كتاب جديد جميل للاستاذة (مي عبدالعزيز السديري) عنوانه: "أصول المعاملة والاتيكيت".
ولعله ـ حسبما أعرف ـ أول كتاب في هذا المجال الهام تؤلفه امرأة سعودية مما يجعل هذا الكتاب يسد ثغرة كبيرة في ثقافتنا الاجتماعية وتعاملنا مع بعضنا صحيح ان هناك عدداً من الكتب العربية في هذا الفن، ولكن هذا الكتاب يعيش مجتمعنا ويعايشه، وينبع منه ويصف له، مع بقاء الأصول العامة لفن المعاملة كما هي في خطوطها الكبرى، مستمدة من تعاليم ديننا الحنيف، ثم خصوصية مجتمعنا..
والمؤلفة لم تتجه لهذا الفن من فراغ، فهي قد درسته بشكل علمي، وتخصصت في خطوطه العريضة، فهي متخرجة من قسم العلوم السياسية، وهي مديرة المعهد الدبلوماسي.. الفرع النسوي، التابع لوزارة الداخلية، كما أن المصادر التي ذكرتها في آخر كتابها كانت جيدة وعديدة بالنسبة لهذا الفن الوليد الذي لم تؤلف فيه كتب كثيرة متخصصة، هذا كله يجعل كتابها مكسباً لنا، ولشبابنا وطلابنا ونسائنا ورجالنا، فالإلمام بأصول المعاملة يحقق لنا الراحة والسعادة، وينشر العطر الاجتماعي الفواح، ويجعل الذي يطبقه يحترم نفسه، ويحترم الآخرين، ويحصل على الحب والتقدير، ويتخلص من المشكلات، وينام راضياً مغتبطاً باذن الله، فوق أن المعاملة الطيبة هي جوهر الدين، إذا كانت النية حسنة، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الدين المعاملة.. الدين المعاملة".
يقع كتاب الأستاذة مي عبدالعزيز السديري "آداب المعاملة والاتيكيت" في 215صفحة من القطع الكبير، والورق المصقول، ويشتمل على ما يلي:
1ـ تقديم بقلم صاحب السمو الأمير عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود
2ـ قليل من البروتوكول.
3ـ كي تصبح محبوباً.
4ـ الملابس والأزياء.
5ـ استقبال الضيوف في منزلك وترتيب الموائد.
6ـ فن المحادثة.
7ـ آداب الاتصال بالهاتف.
8ـ أصول الاتيكيت.
9ـ في السفر.
10ـ في المطعم.
11ـ قواعد الاتيكيت في ظروف مختلفة.
12ـ زيارة المريض.
13ـ التعامل مع الخدم.
14ـ تصرفات خاطئة في الاتيكيت.
15ـ الاتيكيت الخاص بالموظفات.
16ـ الاتيكيت الخاص بالمراهقين والأطفال.
17ـ آداب السلوك خارج البلاد.
18ـ أروع ما قيل في السلوك الاجتماعي.
وقد ورد في مقدمة الكتاب التي صاغها الأمير الشاعر عبدالعزيز بن سعود بن محمد قوله:
".. والسؤال الذي طرأ لي وأنا أقلِّب صفحات هذا الكتاب وأتأمل في موضوعاته: هل نحن فعلا بحاجة إلى ممارسة ثقافة "الإتيكيت" أو طرائق البروتوكول؟..
في الواقع نعم..
إن النظام السلوكي الاجتماعي أو ما يعرف بآداب السلوك، نظام يتصل بالآداب السلوكية الإنسانية على مستوى العالم أجمع، وليس طريقاً جديداً في آداب السلوك، ولا منهجاً جديداً في العلاقات الإنسانية، وليس محاولة للتمدُّن المصطنع، ولكنه تأكيدٌ على أصالة ومكانة وقيمة أعرافنا وتقاليدنا وعاداتنا، وقبل كل شيء تعاليم ديننا السمح، الذي سَنَّ الآداب الحسنة. في الكتاب صورٌ من الآداب الاجتماعية الراقية، والأخلاق النبيلة، والسلوك الإنساني المهذب.
لقد أحسنت الأديبة ـ مي بنت عبدالعزيز السديري حين تنبَّهَتء ـ وخصوصاً في هذا الزمن ـ إلى نشر هذا الكتاب الذي يجب ألا يخلو منه كل بيت، وكل مؤسسة، بل كل مدرسة" المقدمة ص.6
.وانني أضم صوتي لصوت الأمير عبدالعزيز بن سعود بن محمد في أن كل بيت ومدرسة ورجل وامرأة في حاجة لمثل هذا الكتاب ففيه أشياء من السهل الممتنع ولكنها تغيب عنا، وادراكها واستحضارها وتطبيقها يريحنا جداً، ويريح من نتعامل معه، ويبعد عنا الاحراج، والمشكلات، ويخلصنا من تأنيب الضمير حين نَجءرَح، أو نخطئ، أو نخرج عن الاصول، شاعرين أو غير شاعرين، فإن الإنسان بفطرته وطبعه يحب السلوك الحسن، وينفر من السلوك القبيح، ويؤلمه السلوك الأخير سواء صدر منه أم من غيره، فالسلوك القبيح مؤلم، مقلق، ولابد لتلافيه ان نتعمق في ثقافة السلوك الحسن، وأن نتشرب آداب المعاملة، ونجاهد أنفسنا على تطبيقها، إن هذا لا يريحنا فقط، بل يفتح أمامنا ابواب النجاح، وقلوب الناس، ويجعل أولادنا وأعزاءنا يفعلون مثلنا..
مفهوم الإتيكيت
تحت هذا العنوان تقول المؤلفة:
(مفهوم الإتيكيت هو احترام النفس، واحترام الآخرين، وحسن التعامل معهم) ص
.11.ولاشك أخي القارئ ان ذلك مفهوم راق ومحتوى إنساني حضاري، فالحضارة ـ كما قالت المؤلفة ـ ليست قصراً، ولا سيارة فارهة، ولا مجرد زينة في الوجه والملبس، ولكنها ـ بالدرجة الاولى ـ التعامل الإنساني الراقي فيما يعرف بـ (آداب اللياقة)..
والمؤلفة تفصل للقارئ آداب اللياقة ببساطة ووضوح، فبعد ان كتبت عن (فن المحادثة) ص 99قدمت قواعد هامة منها:
1ـ لتكن وتيرة صوتك لطيفة، معتدلة، لا قسوة فيها ولا حدَّة.
2ـ تنازل عن الكلام لمن هو أكبر منك سناً.
3ـ لا تلجأ إلى الكلام المصطنع.
4ـ لا تقل لمن أخطأ (أنت مخطئ..) بل قل: (قد تكون على صواب أما أنا فأظن..).
5ـ لا تحاول التعرف على أسرار غيرك، وإذا استودعك أحدٌ سرَّاً فكن كتوماً ولا تفءشه..
6ـ اترك جانبا الحديث عن السياسة والمواضيع الخلافية لتتجنب الاصطدام مع من تتحدث معهم.
7ـ تجنّب الحديث عن نفسك وعن مآثرك وعن صحتك أو مرضك.
8ـ كن متواضعاً في حديثك واستأذن لتأخذ الكلام.
9ـ لا تهمس باذن أحد وأنت في مجموعة.
10ـ لا تتبادل مع بعض الحاضرين نظرات فيها غمز بالآخرين.
11ـ لا تتحدث إلى صديقك بلغة أجنبية وأنتما بين أشخاص لا يعرفون هذه اللغة.
12ـ يجب ان تولي محدثيك الانتباه التام، دعهم يتكلموا وأصغ اليهم بصمت واهتمام، وكلما اصغينا إلى الآخرين نكون أقرب إلى قلوبهم.
13ـ لا تهزأ بأحد وامتنع عن المزاح.
14ـ لا تكذب في حديثك ولا تحلف.
15ـ لا تتملق ولا تَسءتَغءب ولا تُشهِّر..
16ـ احذر ان تكون من المداحين الكذبة، بل أصدق القول، وقدِّم النصح بمحبة، وانتقد اصدقاءك بحرص.
17ـ مارس الثناء والشكر بكثير من الأدب واللياقة.
18ـ إذا كان لابد من المناقشة في حديثك، فناقش بهدوء ووعي، واستند في مناقشتك على علمك وثقافتك وعلى المنطق السليم، وإياك والصياح والتجريح، ويمكننا القول بأن المحادثة هي فنٌ في حدّ ذاتها، مهما اختلفت آراء المتحدثين، وهي مفيدة لأنها تنشط العقل الذي يضعف بسبب الجلسات الطويلة امام التلفزيون، حيث ان عرض المواضيع الكاملة النضج يدفع إلى الخمود الكامل.
19ـ ليس من اللطف والذكاء تكرار الاستغراب لأمور تبدو عادية ومألوفة لدى الآخرين.
20ـ عند الحديث حاذر طرح أسئلة ذات طابع شخصي.
21ـ ليس من المستحب التطوع بطرح رأي أو تقديم نصح لم يُطلب منك تقديمه.
22ـ لا تقاطع الآخرين.
23ـ لا تكن ثرثاراً وتعتقد ان الآخرين يستمتعون بكلامك كما تستمتع به انت..
24ـ لا تغرق موضوعاً تافهاً بالتفاصيل والاحداث التي لا تهم الآخرين.
25ـ إذا كان النقاش يدور حول موضوع بعيد عن معارفك أو ثقافتك فمن دواعي الأدب أن تنصت ومن الذكاء أن تحاول الاهتمام به وفهمه..
26ـ لا تقل (هو) أو (هي) عن شخص ثالث موجود بين المتحدثين..
ص 104وبعدها آداب اخرى للمحادثة لا تقل أهمية.
في الختام فإن الكتاب جميل ويسد ثغرة في المكتبة السعودية بل والعربية ولكنني اتمنى على المؤلفة في الطبعة الثانية ما يلي:
1ـ تخصيص فصل كامل لآداب المعاملة بين الزوجين.
2ـ تلافي الاخطاء الطباعية واللغوية في كتاب بهذا الجمال. [/size]
الرئيسية 
موضوع: كتابٌ جميل عن فنّ 'الإتيكيت' 
السبت ديسمبر 03, 2011 1:59 pm